أن المحاماة هي صوت الحق في الأمة، وهي رسالة ينهض بها المحامون فرسان الحق والکلمة ويخوضون فيها الغمار، ويسبحون ضد التيار، يحملون راية العدل في صدق وأمانة وذمة ووقار، يناصرون الحق ويدرأون الظلم، يناضل المحامي في القيام بأمانته مناضلة قد تتعرض فيها مصالحه وحريته للخطر وربما حياته نفسها.
والمحاماة بهذا المعني، هي رسالة جليلة تستهدف الدفاع عن حقوق المظلومين والوقوف إلي جانبهم، وفرسان هذه الرسالة هم المحامون بما يملکون من شجاعة وعلم، شجاعة تتمثل في خوض غمار المعرکة القانونية بين مؤيد ومعارض، بين موکل وخصم، وعلم يتمثل في دراسة شاملة بعلوم القانون وبکل علوم الحياة ودراية بفن الخطابة حتى يتأتي له حسن الإقناع ودحض کل الحجج التي قد تقف حجرة عثرة في وجه مصالح موکله.
تعتبر مهنة المحاماة من المهن التي تحظي بأهمية کبيرة داخل الأسرة القانونية بشکل خاص والمجتمع المدني بشکل عام، فهي رکن من أرکان العدالة وصرح دفاعي يحتمي خلفه المظلومين والباحثين عن استرجاع حقوقهم المهضومة وحرياتهم المسلوبة، مما يحقق ويحفظ سيادة القانون، کما تساهم مهنة المحاماة في تطوير الفکر القانوني وفي توعية الأفراد بحقوقهم وواجباتهم إزاء المجتمع من ناحية وفي علاقتهم ببعضهم البعض من ناحية أخرى